هل سيتمكن الدولار الأميركي من الحفاظ على هيمنته في الفترة القادمة؟
يبدو أن الدولار الأميركي سيظل مهيمنًا في المرحلة المقبلة على معظم العملات الأجنبية، وذلك لعدة أسباب نذكر منها ما يلي:
- مرونة الاقتصاد الأميركي وتفوق معظم البيانات الاقتصادية على توقعات الأسواق، على عكس بيانات معظم اقتصادات الدول المتقدمة مثل منطقة اليورو وبريطانيا، وكذلك الدول الناشئة.
- تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الحذرة والمتشددة، خاصة فيما يتعلق بالتضخم، حيث أشار إلى أن الوصول إلى هدف التضخم البالغ 2% قد يستغرق عامًا أو عامين. بالإضافة إلى ذلك، تم نشر مخطط النقاط (Dot plot) الخاص بالفيدرالي، الذي أشار إلى خفض الفائدة مرتين في العام المقبل، بعد أن كانت توقعات الـ Dot plot في سبتمبر تشير إلى أربعة تخفيضات. هذا يعكس تراجعًا في وتيرة خفض أسعار الفائدة، مما انعكس إيجابًا على الدولار الأميركي وعوائد سندات الخزانة الأميركية بمختلف آجالها.
- السياسات التجارية والعلاقات الخارجية لدونالد ترامب، حيث توعد بفرض رسوم جمركية بنسب كبيرة على السلع المستوردة من الخارج، تحديدًا من الصين وكندا والاتحاد الأوروبي والمكسيك وغيرها من الدول، وذلك لدعم الصناعة الوطنية وشركات التصنيع المحلية. والجدير بالذكر أن زيادة الرسوم الجمركية قد تنعكس على أسعار السلع والبضائع، حيث سترتفع، مما سيؤدي إلى معاناة المواطنين الأميركيين، كما سيؤثر ذلك على التضخم الذي سيرتفع أيضًا، مما سيؤثر على السياسة النقدية للفيدرالي، حيث من الممكن أن يُثبت أسعار الفائدة لفترة أطول أو حتى يرفعها. كما تعهد أيضًا بخفض الضرائب على إيرادات الشركات، بالإضافة إلى إغلاق الحدود مع المكسيك ومنع إدخال عمال غير شرعيين إلى أميركا، وهو ما سيغذي التضخم مجددًا، وبالتالي قد نشهد زخمًا صعوديًا لمؤشر الدولار الأميركي.
من ناحية أخرى، هناك بعض الأرقام غير المطمئنة في الداخل الأميركي، مثل تجاوز ديون الخزانة الأميركية نحو 36 تريليون دولار، وتخطي نسبة الدين الأميركي للناتج الإجمالي المحلي 120%.
في ظل هذه المعطيات، يطرح السؤال: هل سيستمر الزخم الإيجابي للدولار؟ وإلى متى؟
من الناحية الفنية، يبدو أن انطلاقة عام 2025 لمؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من ستة عملات رئيسية، إيجابية، حيث سجل 109.53 نقطة بالأمس، وهو أعلى مستوى له منذ 10 نوفمبر 2022. ويحوم حاليًا حول مستوى 109.00 نقطة. كما يبدو أن المؤشرات تدعم استمرار ارتفاع مؤشر الدولار للأسباب التالية:
- انتظام المتوسطات المتحركة لـ20 و50 و200 يوم واتجاهها الصعودي: حيث يتجاوز متوسط الـ20 يوم متوسط الـ50 يوم، ويتجاوز متوسط الـ50 يوم متوسط الـ200 يوم.
- مؤشر القوة النسبية (RSI): الذي يسجل حاليًا 72 نقطة، في منطقة التشبع الشرائي، مما يشير إلى الزخم الصعودي لمؤشر الدولار.
- مؤشر التحرك الإيجابي (DMI+): الذي يسجل حوالي 32 نقطة، مقابل مؤشر التحرك السلبي (DMI-) الذي يسجل حوالي 9 نقاط. نلاحظ أن الفجوة كبيرة بين هذين المؤشرين، ما يعني أن الضغوط الشرائية على مؤشر الدولار قوية. والأهم من ذلك، أن مؤشر قوة الاتجاه (ADX) باللون الأخضر يسجل حوالي 40 نقطة، أي ما يفوق الـ25 نقطة، ما يعني أن زخم هذا الاتجاه الصاعد قوي.
وتتوقع الأسواق مزيدًا من المكاسب على مؤشر الدولار الأميركي، قد يصل إلى 115.00 نقطة، بالإضافة إلى ارتفاع في عوائد سندات الخزانة الأميركية (أي تراجع في أسعار سندات الخزانة) بمختلف آجالها، مثل عائد سندات لأجل 10 سنوات الذي من المرجح أن يتجاوز مستوى 5.00%.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.