يبدو أن الاتجاه الهبوطي لزوج الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأميركي هو السائد في المرحلة المقبلة، حيث تراجع بنحو 10% منذ القمة التي سجلها في 30 سبتمبر 2024 عند 0.6391 وصولًا إلى قاع الأمس، 17 ديسمبر، عند 0.5730. ويتداول هذا الزوج حاليًا قرب مستويات 0.5750. كما تراجع بنحو 9% منذ مطلع العام حتى اليوم.
وتُظهر البيانات الاقتصادية النيوزيلندية الأخيرة أن الاقتصاد النيوزيلندي يعاني من ضعف، حيث:
انخفضت مبيعات التجزئة بالبطاقات الإلكترونية على أساس شهري في شهر نوفمبر مسجلةً نسبة 0%، وهي أقل من القراءة السابقة (0.7%)
تراجع مؤشر تصاريح البناء على أساس شهري في شهر أكتوبر مسجلًا انكماشًا بنسبة 5.2%، وهي نسبة أسوأ من القراءة السابقة (2.4%)
تراجع مؤشر مديري المشتريات للأعمال في شهر نوفمبر مسجلًا انكماشًا بنسبة 45.5 نقطة، وهي أقل من القراءة السابقة (45.8).
الجدير بالذكر أن عاملًا مهمًا ضغط سلبًا على زوج الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأميركي هو قوة ومرونة الاقتصاد الأميركي، حيث تفوق معظم البيانات الاقتصادية الأميركية على توقعات المحللين.
وخلال آخر اجتماع لبنك الاحتياطي النيوزيلندي في 27 نوفمبر 2024، خفض البنك معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، من 4.75% إلى 4.25%، متوافقًا مع توقعات الأسواق. ويُعتبر هذا الخفض هو الثالث على التوالي هذا العام، بعد الخفض الأول الذي كان بمقدار 25 نقطة أساس، والثاني بمقدار 50 نقطة أساس. وتشير التوقعات إلى مزيد من الخفض في المرحلة القادمة.
وتترقب الأسواق اليوم قرار الفائدة الصادر عن المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وسط توقعات بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من مستوى 4.75% إلى 4.50%. وتتجه الأنظار إلى خطاب ولهجة رئيس الفيدرالي جيروم باول، بالإضافة إلى المخطط النقطي (dot plot) الذي يوضح توقعات الفيدرالي لمسار أسعار الفائدة في العام القادم، ما سيكون له انعكاس كبير على تحركات سائر الأدوات المالية.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع صدور مؤشر الناتج الإجمالي المحلي في نيوزيلندا غدًا يوم الخميس 19 ديسمبر 2024. تشير التوقعات إلى أن يسجل هذا المؤشر انكماشًا بنسبة 0.4% على أساس سنوي في الربع الثالث، وهي نسبة أعلى من القراءة السابقة (0.5-%). بناءً عليه، يجب توخي الحذر، إذ أن أي قراءة أعلى من التوقعات لمؤشر الناتج الإجمالي المحلي قد تؤدي إلى انعكاسات إيجابية على الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأميركي.
أما من الناحية الفنية، فإذا تم كسر نقطة الارتكاز عند 0.5765 للدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأميركي، فمن المحتمل أن يستهدف مستويات الدعم عند 0.5736، 0.5721، و0.5692. أما في حال تجاوز نقطة الارتكاز، فقد يستهدف مستويات المقاومة عند 0.5780، 0.5809، و0.5824. بالنسبة لمؤشر القوة النسبية (RSI)، الذي يسجل حاليًا حوالي 35 نقطة، فهو يشير إلى الزخم السلبي لزوج الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأميركي.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.