يتعرض زوج اليورو مقابل الجنيه الاسترليني لضغوطات بيعية، حيث سجل بالأمس 0.8317، وهو أدنى مستوى له منذ 22 أبريل 2022، مما يشير إلى تراجع بنسبة نحو 4% منذ مطلع العام حتى اليوم. ويتداول حاليًا قرب مستويات 0.8340.
ويبدو أن الزخم السلبي لهذا الزوج هو السائد في المرحلة القادمة. أما بالنسبة للعوامل الأساسية والفنية التي قد تضغط على هذا الزوج، فنذكر منها:
- استمرار ضعف البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو، وخاصة في ألمانيا وفرنسا، وهما أكبر دولتين اقتصاديتين في المنطقة. حيث تراجع مؤشرا مديري المشتريات الصناعي والخدمي بشكل ملحوظ في كل من منطقة اليورو وألمانيا وفرنسا في شهر سبتمبر، خاصةً أن مؤشر مديري المشتريات الصناعي لا يزال في منطقة الانكماش.
- سجل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي على أساس سنوي في منطقة اليورو نموًا بنسبة 2.2%، وهو مطابق للتوقعات ولكنه أدنى من القراءة السابقة (2.6%). كما سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) على أساس سنوي نموًا بنسبة 2.8%، وهو مطابق للتوقعات ولكنه أدنى من القراءة السابقة (2.9%)، مما يشير إلى تباطؤ في الاستهلاك داخل أوروبا بالإضافة إلى اقترابه أكثر من المعدل المستهدف من قبل المركزي الأوروبي البالغ 2%، ما يشجع المركزي على الاستمرار في تخفيض أسعار الفائدة في المرحلة القادمة.
- على الرغم من تراجع مؤشري مديري المشتريات الصناعي والخدمي في بريطانيا، إلا أن هذين المؤشرين لا يزالان في منطقة النمو على عكس الوضع في منطقة اليورو، بالإضافة إلى ارتفاع مبيعات التجزئة البريطانية في شهر أغسطس، مما يشير إلى قوة الاستهلاك داخل بريطانيا.
- قرار بنك إنجلترا المركزي تثبيت أسعار الفائدة عند مستوى 5.00% الأسبوع الماضي متماشيًا مع التوقعات، على عكس قرار البنك المركزي الأوروبي الذي خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة لتصل إلى مستوى 3.50%.
- سجل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي على أساس سنوي في بريطانيا نموًا بنسبة 2.2%، وهو مطابق للتوقعات والقراءة السابقة. كما سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) على أساس سنوي نموًا بنسبة 3.6%، وهو مطابق للتوقعات ولكنه أعلى من القراءة السابقة (3.3%). وتشير هذه القراءة الأخيرة إلى أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي لا يزال بعيدًا عن المعدل المستهدف من قبل بنك إنجلترا المركزي البالغ 2%، مما يدل على عدم استعجال المركزي في تخفيض معدلات الفائدة.
- ويضغط استمرار الفارق بين عوائد السندات الحكومية البريطانية والألمانية على اليورو مقابل الجنيه الاسترليني. فعلى سبيل المثال، يسجل عائد السندات الحكومية البريطانية لأجل 10 أعوام حوالي 3.95%، بينما يسجل عائد السندات الحكومية الألمانية لأجل 10 أعوام حوالي 2.14%، مما يعني أن الفجوة بينهما تساوي حوالي 1.81%، وهو ما يشجع على تجارة الفائدة أو الـCarry Trade.
- كما يبدو أن المؤشرات الفنية قد تضغط على زوج اليورو مقابل الجنيه الاسترليني في المرحلة المقبلة لعدة أسباب:
أولاً: حدوث تقاطع هبوطي أو “موت” (DEATH CROSS) بين المتوسط المتحرك لـ20 يومًا (باللون الرمادي) عند 0.8411 والمتوسط المتحرك لـ50 يومًا (باللون الأزرق) عند 0.8459 نقطة في 10 سبتمبر 2024.
ثانيًا: مؤشر القوة النسبي (RSI) الذي يسجل حاليًا 32 نقطة، ما يشير إلى الزخم الهبوطي للزوج.
ثالثًا: يسجل مؤشر الحركة الإيجابية (DMI+) حوالي 10 نقاط مقابل مؤشر الحركة السلبية (DMI-) الذي يسجل حوالي 30 نقطة. ونلاحظ أن الفجوة كبيرة بين هذين المؤشرين، مما يعني أن الضغوط البيعية على زوج اليورو مقابل الجنيه الاسترليني قائمة. والأهم من ذلك، أن مؤشر قوة الاتجاه (ADX) يسجل حوالي 29 نقطة، وهو ما يفوق الـ25 نقطة، مما يعني أن زخم هذا الاتجاه الهابط قوي.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.