تستمر أسعار النفط الخام في الارتفاع، مسجلةً 77.95 دولار بالأمس، وهو أعلى مستوى لها منذ 30 أغسطس 2024. تحوم أسعار النفط حاليًا قرب مستوى 77.50 دولار، لكنها لا تزال متراجعة بنحو 1% منذ بداية هذا العام وسط الضبابية المسيطرة على السوق النفطي الذي يخضع لعدة عوامل متباينة.
أما بالنسبة للعوامل الإيجابية التي تؤثر على أسعار النفط، فأبرزها:
- تفاقم حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في المرحلة الحالية مع تخوف من انقطاع الإمدادات النفطية، خاصةً وأن المنطقة تشكل مصدرًا لنحو ثلث الإمدادات العالمية.
- تمديد التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط من قبل تحالف أوبك+ بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا حتى نهاية نوفمبر من هذا العام.
- الإجراءات التحفيزية الجديدة التي قامت بها السلطات في الصين، أكبر دولة مستوردة للنفط، لإنعاش اقتصادها.
إلا أن عدة عوامل تعيق هذا الارتفاع، أبرزها:
- ارتفاع مخزونات النفط الأميركية الأسبوع الماضي، مسجلةً 3.889 مليون برميل، وهو رقم أعلى من التوقعات (-1.500 مليون) والقراءة السابقة (-4.471 مليون)، وهو أعلى مستوى منذ نهاية أبريل 2024.
- قوة الدولار الأميركي، الذي يؤثر بشكل عام سلبًا على أسعار النفط.
- تحول رهانات الأسواق من أن الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بدلًا من 50 نقطة أساس في الاجتماع المقبل للفيدرالي الذي سينعقد في 7 نوفمبر 2024. حيث تسعر الأسواق خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة 68%، و50 نقطة أساس بنسبة 32%.
وتراهن الأسواق على صعود الخام إلى 100 دولار للبرميل مع تزايد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط. وبحسب سيتي غروب، في حال توجيه ضربة كبرى من إسرائيل على منشآت النفط الإيرانية، قد تؤثر على 1.5 مليون برميل يوميًا. أما في حال هجوم جزئي على المنشآت الإيرانية، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان 300 ألف إلى 450 ألف برميل يوميًا.
أما من الناحية الفنية، يتداول سعر النفط الخام حاليًا فوق متوسط المتحرك لـ 20 يومًا باللون الرمادي الذي يقف عند 73.40 دولار، كما فوق متوسط المتحرك لـ 50 يومًا باللون الأزرق الذي يقف عند 76.15 دولار. التحدي القادم يكمن في الوصول إلى مستوى المقاومة، وهو المتوسط المتحرك لـ 200 يوم باللون الأصفر الذي يقف عند 81.53 دولار وتجاوزه.
أما بالنسبة لمؤشر القوة النسبية (RSI)، فقد تجاوز مستوى الحياد (50 نقطة)، ويسجل حاليًا 59 نقطة، مما يشير إلى الزخم الصعودي لأسعار النفط الخام.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.