سجل سعر اليورو مقابل الدولار الأميركي 1.0761 منذ يومين، وهو أدنى مستوى له منذ 3 يوليو 2024. ويتداول حاليًا قرب مستويات 1.0800. وقد تراجع بنحو 4% منذ القمة 1.1214 التي سجلها في 25 سبتمبر 2024 وصولًا إلى قاع 23 أكتوبر عند 1.0761. كما أنه متراجع بنحو 2% منذ مطلع العام حتى اليوم. ويبدو أن الزخم السلبي لزوج اليورو مقابل الدولار الأميركي هو السائد في المرحلة المقبلة، وذلك لعدة عوامل أساسية وفنية.
العوامل الأساسية:
- ضعف البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو، ومن أبرزها:
- تراجع مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي على أساس سنوي مسجلاً 1.7% في شهر سبتمبر، وهي نسبة أدنى من التوقعات (1.8%) والقراءة السابقة (2.2%)، كما أنها أدنى من المعدل المستهدف من قبل البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%.
- والجدير بالذكر أن هناك تباينًا في أرقام التضخم لدى أكبر أربع اقتصادات في أوروبا، مثل ألمانيا (1.60%)، فرنسا (1.10%)، إيطاليا (0.70%) وإسبانيا (1.50%).
- لا يزال مؤشر مديري المشتريات الصناعي في منطقة اليورو في حالة انكماش منذ يوليو 2022، مما يشير إلى استمرار ضعف القطاع التصنيعي، خاصة في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، باستثناء إسبانيا التي تسجل نموًا في القطاع التصنيعي.
- بالمقابل، نشهد بيانات اقتصادية قوية في الولايات المتحدة الأميركية، مثل بيانات سوق العمل، بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية ومبيعات التجزئة لشهر سبتمبر. أيضًا، سجلت معدلات الشكاوى من البطالة بالأمس 227 ألفًا، وهي أدنى من التوقعات (243 ألفًا) والقراءة السابقة (242 ألفًا). بالإضافة إلى ذلك، سجّل مؤشرا مديري المشتريات الصناعي والخدمي بالأمس 47.8 و55.3 نقطة على التوالي، متفوقين على التوقعات والقراءة السابقة. كما سجل مؤشر مبيعات المنازل الجديدة 738 ألفًا، وهي نسبة أعلى من التوقعات والقراءة السابقة.
والجدير بالذكر أن هناك عاملًا مهمًا يعطي زخمًا صعوديًا للدولار الأميركي مقابل معظم العملات الأجنبية، وهو التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط حاليًا، كونه يُعتبر ملاذًا آمنًا.”
ويضغط استمرار الفارق بين عوائد السندات الحكومية الألمانية والأميركية على اليورو مقابل الدولار. فعلى سبيل المثال، يسجل عائد السندات الحكومية الألمانية لأجل عشرة أعوام حوالي 2.30%. أما عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين، فيسجل حوالي 4.22%، مما يعني أن الفجوة بينهما تساوي حوالي 1.92%، الأمر الذي يشجع على تجارة الفائدة أو الـCarry Trade.
العوامل الفنية:
- حدوث تقاطع هبوطي بين متوسط المتحرك لـ 50 يومًا (باللون الأزرق) الذي يقف عند 1.1035، والمتوسط المتحرك لـ 20 يومًا (باللون الرمادي) الذي يقف عند 1.0921 في 15 أكتوبر 2024.
- يسجل مؤشر التحرك الإيجابي (DMI+) حوالي 10 نقاط، مقابل مؤشر التحرك السلبي (DMI-) الذي يسجل حوالي 31 نقطة. نلاحظ أن الفجوة بين هذين المؤشرين كبيرة نسبيًا، مما يعني أن الضغوط البيعية على اليورو مقابل الدولار قوية. والأهم من ذلك، أن مؤشر قوة الاتجاه (ADX) يسجل حوالي 40 نقطة، مما يعني أن زخم هذا الاتجاه الهابط قوي.
- يسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) حاليًا حوالي 34 نقطة، ما يشير إلى استمرار الزخم السلبي لزوج اليورو مقابل الدولار الأميركي.
نقاط الدعم والمقاومة:
- إذا تم كسر نقطة الارتكاز 1.0808 للزوج اليورو مقابل الدولار الأميركي، فهناك احتمال أن يستهدف مستويات الدعم 1.0787، 1.0747 و1.0726.
- في حال تجاوز نقطة الارتكاز، فمن المحتمل أن يستهدف مستويات المقاومة 1.0848، 1.0869 و10909.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.