يستمر زوج اليورو مقابل الجنيه الاسترليني في مساره الهبوطي، حيث سجل بالأمس 0.8240، وهو أدنى مستوى له منذ 7 مارس 2022، مما يشير إلى تراجع بنسبة نحو 5% منذ مطلع العام حتى اليوم. ويتداول حاليًا بالقرب من مستويات 0.8250. ويبدو أن الزخم السلبي لهذا الزوج هو السائد في المرحلة القادمة. أما بالنسبة للعوامل الأساسية والفنية التي قد تضغط على هذا الزوج، فنذكر منها:
العوامل الأساسية:
استمرار ضعف البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو، وخاصة في ألمانيا وفرنسا، وهما أكبر دولتين اقتصاديتين في المنطقة. حيث تراجع مؤشرا مديري المشتريات الصناعي والخدمي بشكل ملحوظ في كل من منطقة اليورو وألمانيا وفرنسا في شهر نوفمبر، خاصةً أن هذين المؤشرين لا يزالان في منطقة الانكماش.
سجل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي على أساس سنوي في منطقة اليورو نموًا بنسبة 2.3%، وهو مطابق للتوقعات ولكنه أعلى من القراءة السابقة (2.0%). كما سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) على أساس سنوي نموًا بنسبة 2.7%، وهو أدنى من التوقعات (2.8%) ولكنه مطابق للقراءة السابقة، مما يشير إلى إمكانية تخفيض معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع البنك المركزي الأوروبي المزمع في الخميس 12 ديسمبر 2024.
في المقابل، لا يزال مؤشرا مديري المشتريات الإنشائي والخدمي في بريطانيا في منطقة النمو على عكس الوضع في منطقة اليورو. سجل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي على أساس سنوي في بريطانيا نموًا بنسبة 2.3%، وهو أعلى من التوقعات (2.2%) والقراءة السابقة (1.7%). كما سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) على أساس سنوي نموًا بنسبة 3.3%، وهو أعلى من التوقعات (3.1%) والقراءة السابقة (3.2%). وتشير هذه القراءة الأخيرة إلى أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي لا يزال بعيدًا عن المعدل المستهدف من قبل بنك إنجلترا المركزي البالغ 2%، مما يشير إلى إمكانية عدم تخفيض معدلات الفائدة في اجتماع بنك إنجلترا المزمع في الخميس 19 ديسمبر 2024.
ويضغط استمرار الفارق بين عوائد السندات الحكومية البريطانية والألمانية على اليورو مقابل الجنيه الاسترليني. فعلى سبيل المثال، يسجل عائد السندات الحكومية البريطانية لأجل 10 أعوام حوالي 4.33%، بينما يسجل عائد السندات الحكومية الألمانية لأجل 10 أعوام حوالي 2.13%، مما يعني أن الفجوة بينهما تساوي حوالي 2.20%، وهو ما يشجع على تجارة الفائدة أو الـCarry Trade.
العوامل الفنية:
يبدو أن المؤشرات الفنية قد تضغط على زوج اليورو مقابل الجنيه الاسترليني في المرحلة المقبلة لعدة أسباب:
أولاً: انتظام المتوسطات المتحركة لـ20 و50 و200 يوم واتجاهها الهبوطي، حيث يتجاوز متوسط الـ200 يوم متوسط الـ50 يوم، ويتجاوز متوسط الـ50 يوم متوسط الـ20 يوم.
ثانيًا: مؤشر القوة النسبية (RSI) الذي يسجل حاليًا 35 نقطة، مما يشير إلى الزخم الهبوطي للزوج
. ثالثًا: يسجل مؤشر الحركة الإيجابية (DMI+) حوالي 11 نقطة مقابل مؤشر الحركة السلبية (DMI-) الذي يسجل حوالي 30 نقطة. ونلاحظ أن الفجوة كبيرة بين هذين المؤشرين، مما يعني أن الضغوط البيعية على زوج اليورو مقابل الجنيه الاسترليني قائمة.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.