قرر المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تثبيت أسعار الفائدة يوم الأربعاء 29 يناير 2025 عند مستويات 4.25% و4.50%، متماشيًا مع التوقعات. ولكن الأهم كان حديث رئيس الفيدرالي، جيروم باول، حيث صرّح بأنه لا يرى حاجة للاستعجال في خفض أسعار الفائدة، مؤكدًا ضرورة رؤية مزيد من التقدم في السيطرة على التضخم. كما أشار إلى أن الاقتصاد لا يزال قويًا، وأنه يراقب السياسات التي ستُطبَّق في إدارة ترامب الجديدة، حيث يجب أن تتضح الصورة قبل تقييم أثرها على الاقتصاد.
والجدير بالذكر أنه تم حذف جملة “التضخم يسير نحو مستهدفاته” من البيان الفيدرالي المرافق لقرار الفائدة.
أداء مؤشرات الأسهم الأميركية في الأيام الأخيرة:
منذ بداية العام وحتى اليوم، سجلت المؤشرات الأميركية ارتفاعات ملحوظة، حيث:
- مؤشر S&P 500 ارتفع بنحو 3%.
- مؤشر ناسداك 100 ارتفع بنحو 2%.
- مؤشر داو جونز ارتفع بنحو 6%.
- مؤشر راسل 2000 (للشركات الصغيرة والمتوسطة) ارتفع بنحو 3%.
ويبدو أن الزخم الإيجابي لهذه المؤشرات مستمر هذا العام، رغم التحديات والمخاطر المحتملة، ومنها:
- توقعات الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، ما قد يؤدي إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، وبالتالي قوة الدولار الأميركي. هذا الارتفاع قد يُضعف الأصول عالية المخاطر، مثل الأسهم، وخاصة أسهم الشركات الأميركية المصدرة إلى الخارج. بالفعل، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 80% في 14 يناير 2025، وهو أعلى مستوى منذ 1 نوفمبر 2023، مع توقعات بوصولها إلى 5% كما حدث في أكتوبر 2023، خاصة مع استمرار ضغوط التضخم وعدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية للرئيس ترامب.
- عدم وضوح تفاصيل الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس ترامب فرضها على السلع المستوردة، من حيث النسب، والتوقيت، والدول المستهدفة.
العوامل الداعمة للأسواق الأميركية:
رغم الضغوط التي تواجهها الأسهم الأميركية، هناك بعض العوامل التي تدعمها، ومنها:
- تفوق النتائج المالية للشركات الأميركية على التوقعات:
-
- في قطاع البنوك، حققت كبرى البنوك الأميركية إيرادات وأرباحًا تفوقت على توقعات المحللين في الربع الأخير من العام الماضي، باستثناء Wells Fargo، الذي جاءت إيراداته أقل من التوقعات.
- المفاجأة الكبرى كانت في أداء Wells Fargo، حيث توقّع البنك أن يكون صافي دخل الفائدة في 2025 أعلى مما كان عليه في 2024.
- إعلان Citigroup عن إعادة شراء أسهم جديدة بقيمة 20 مليار دولار، ما يمثل 14% من القيمة السوقية للبنك، وهو ما عزز أداء مؤشر KBW لأسهم البنوك الأميركية، الذي ارتفع بنحو 10% منذ بداية العام، متفوقًا على S&P 500 وناسداك 100، مع توقعات باستمرار هذا الزخم.
- استمرار الطلب القوي على الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية:
-
- رغم المنافسة من الشركة الصينية DeepSeek، التي أثرت على استثمارات كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية، فإن الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لا تزال تتمتع بزخم إيجابي.
- تفوقت نتائج ميتا ومايكروسوفت على التوقعات.
- ميتا أعلنت عن إنفاق رأسمالي يتراوح بين 60 و65 مليار دولار في 2025 لمشاريع الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 37.28 مليار دولار في 2024، وهو رقم أعلى من توقعات الإنفاق السابقة البالغة 52.4 مليار دولار، مما يعكس خطط توسعية قوية.
- على الجانب السلبي، شهدت مايكروسوفت تباطؤًا في أعمال الحوسبة السحابية (CLOUD) في الربع الأخير من 2024، مما أثر سلبًا على سهمها.
- رغم تراجع أرباح تسلا عن التوقعات، فإن النظرة المستقبلية لعام 2025 لا تزال إيجابية، خاصة فيما يتعلق بالمبيعات، مما دعم سهم الشركة.
- التوجه لدعم الصناعة المحلية:
-
- تعهد ترامب بدعم القطاع الصناعي الأميركي من خلال خفض الضرائب على إيرادات الشركات، بالإضافة إلى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وهو ما قد يعزز توظيف المواطنين الأميركيين ويؤثر إيجابيًا على أسهم الشركات الصناعية.
الترقب لبيانات تقرير الوظائف:
تترقب الأسواق اليوم، عند الساعة 17:30 بتوقيت الإمارات، صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة، ويُفضله الاحتياطي الفيدرالي كمقياس للتضخم. وتشير التوقعات إلى استقراره عند 2.8%..
التحليل الفني لمؤشر S&P 500:
رغم التحديات، لا تزال المؤشرات الفنية تدعم مؤشر S&P 500، للأسباب التالية:
- التقاطع الذهبي:
-
- يتقارب المتوسط المتحرك لـ20 يومًا عند 5,972 نقطة مع المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند 5,987 نقطة، مما يشير إلى اتجاه صعودي محتمل.
- مؤشر MACD:
-
- يظهر تقاطع صعودي بين خط MACD (الأزرق) وخط الإشارة (البرتقالي)، مما يدعم الاتجاه الصاعد.
- مؤشر القوة النسبية (RSI):
-
- يسجل حاليًا 56 نقطة، مما يشير إلى زخم إيجابي للمؤشر.
التحدي الأكبر لمؤشر S&P 500 هو تجاوز مستوى 6,128 نقطة، الذي سجله كأعلى مستوى في 24 يناير 2025.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.