أغلق مؤشر S&P 500 عند مستوى 5,709 نقاط بالأمس، وهو مرتفع بنحو 20% منذ بداية هذا العام حتى إغلاق الأمس. ويتعرض هذا المؤشر لضغوطات وتقلبات بسبب عوامل عديدة، أبرزها:
- تفاقم حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في المرحلة الحالية، مع تخوف من اتساع الحرب لتشمل مناطق وبلدان أخرى، مما قد يعطي زخمًا سلبيًا لأسواق الأسهم، خاصةً أنها تُعتبر من الأصول عالية المخاطر.
- ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من ستة عملات رئيسية، مسجلًا 101.80 نقطة اليوم، وهو أعلى مستوى له منذ 12 سبتمبر 2024. ويحوم حاليًا حول مستوى 101.77 نقطة. ويعتبر الدولار الأميركي من بين الأصول الملاذات الآمنة، حيث يلجأ إليه المستثمرون في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية.
- تفوق بيانات سوق العمل على توقعات المحللين، مثل مؤشري فرص العمل والتغير في وظائف القطاع الخاص غير الزراعي الصادر عن ADP، حيث سجلا 8.040 مليون و143 ألف على التوالي، مما يشير إلى قوة سوق العمل الأميركي. هذا أدى إلى تحول رهانات الأسواق من أن الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بدلًا من 50 نقطة أساس في الاجتماع المقبل للفيدرالي الذي سينعقد في 7 نوفمبر 2024.
تترقب الأسواق عن كثب غدًا صدور مؤشرات تقرير التوظيف بالقطاع غير الزراعي، ومعدل البطالة، ومتوسط الأجور في الساعة في الولايات المتحدة، مما سينعكس مباشرة على تحركات سوق الأسهم.
تشير التوقعات إلى أن يضيف الاقتصاد الأميركي 146,000 وظيفة جديدة في شهر سبتمبر بعد أن أضاف 142,000 وظيفة في شهر أغسطس. أما بالنسبة لمعدل البطالة، فتشير التوقعات إلى استقراره عند مستوى 4.2%، متطابقًا مع قراءة أغسطس. وأخيرًا، يتوقع المحللون أن يسجل متوسط الأجور في الساعة على أساس سنوي 3.3%، وهي نسبة أدنى من قراءة أغسطس التي سجلت 3.8%.
وبالتالي، يجب توخي الحذر؛ فأي قراءة تأتي أدنى من التوقعات للوظائف والأجور، وأعلى من التوقعات لنسبة البطالة، تشير إلى احتمالية كبيرة بأن تنعكس إيجابيًا على الأسهم الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، تترقب الأسواق عن كثب صدور نتائج أعمال الشركات الأميركية للربع الثالث من هذا العام ابتداءً من الأسبوع القادم.
على الرغم من الضغوطات التي يتعرض لها مؤشر S&P 500، فإن المؤشرات الفنية لا تزال تدعمه لعدة أسباب:
أولاً: انتظام متوسطات الحركة لـ20 و50 و200 يوم واتجاهها الصعودي، إذ يتجاوز متوسط الـ20 يوم متوسط الـ50 يوم، ويتجاوز متوسط الـ50 يوم متوسط الـ200 يوم.
ثانيًا: مؤشر القوة النسبية RSI الذي يسجل حاليًا 59 نقطة، مما يشير إلى الزخم الصعودي لمؤشر S&P 500.
ويكمن التحدي الأكبر لمؤشر S&P 500 في أن يصل إلى مستوى 5,767 نقطة، وهو المستوى القياسي الذي سجله في 26 سبتمبر 2024، وتجاوزه.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.